الاثنين، 6 أكتوبر 2014

الإعلام البصري في الجزائر ..... رحم الله زمن اليتيمة

نشر من قبل Unknown  |  in العلوم الإسلامية  22:21
بعد طول انتظار وترقب لظهور قنوات فضائية جزائرية وسط زخم من الفضائيات العربية عسى أن يجد المشاهد الجزائري ما يلبي فيها ذوقه ويتوافق مع خصوصياته الفكرية والاجتماعية؛ طل علينا كم هائل من القنوات أقل ما يقال عنها أنها جزائرية الجنسية غربية الروح، فأغلب برامجها هي تقليد واضح لما تبثه القنوات الفرنسية في حركاتها وسكناتها؛ حيث نجدها تركز وبنسبة كبيرة على البرامج الترفيهية البعيدة عن الذوق الأصيل، أضف إلى ذلك أنها برامج مستنسخة فلا تكاد تفرق بين قناة وأخرى إلا بشعارها (رمز القناة)، والطامة الكبرى هي ما أتحفتنا! به إحدى القنوات عندما قررت إعادة برنامج العهر اللبناني ستار أكاديمي الذي لا يمت بصلة للمجتمع الجزائري حتى وإن حظي بنسبة مشاهدة كبيرة، ولا أدري ما الذي تهدف إليه القناة من وراء بث هذا البرنامج، لقد كنا نأمل أن تبث هذه القناة وغيرها برامج تعيد إلى الشباب رشده، و تجتثه من مستنقع الرذيلة والانحلال الخلقي وإذا بها تجره إليه وتشجعه على الغرق فيه، وإلا فما الذي يهدف إليه ذلك البرنامج والذي ثبت يقينا أن اليهود هم من أنشأوه ودعموه.
كنت أحترم الجريدة صاحبة القناة نظرا لما تتمتع به من مصداقية - حسب نظري - في نقل الخبر مقارنة ببقية الجرائد، أما وقد كشف القائمون عليها وعلى قناتها عن نواياهم الخبيثة فلا كرامة لمن لا يحترم المجتمع الجزائؤي وخصوصياته.
لقد أصبحنا نحن إلى زمن كانت فيه اليتيمة على الأقل لا تخدش حياء المشاهدين. 

الأحد، 29 يونيو 2014

فضائل الصوم

نشر من قبل Unknown  |  in العلوم الإسلامية  17:52

الصيام عبادة من أجلِّ العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين، يزكي النفس ويهذب الخلق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة، وعليه فلا غرو أن ترد في فضله نصوص كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره، وما أعده الله لأهله، وتحث المسلم على الاستكثار منه، وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه.

فمما ورد في فضل الصوم: أنه جُنَّة -أي وقاية وستر- فهو يقي العبد من النار، روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم جنة يستجن بها العبد من النار) رواه أحمد.

ومما ورد في الصوم أيضا أنه: يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج، أن يستعينوا بالصوم ليخفف من شهواتهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.

وورد أن الصوم سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها، فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: (عليك بالصوم فإنه لا مثل له)، فبين عليه الصلاة والسلام أنه لا شيء مثل الصوم يقرب العبد من ربه جل وعلا، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد).

وورد أيضاً أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان).

والصوم من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، أي: إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه، واحتساباً للأجر والمثوبة منه سبحانه.

وثواب الصيام مطلق غير مقيد، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به )، وفي رواية لمسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي)، فاختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال لشرفه عنده، ولأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله.

والصوم سبب في سعادة الدارين، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه.

ومن الفضائل أن خلوف فم الصائم -وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو المعدة من الطعام- أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، فهذه الرائحة وإن كانت مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند الله جل وعلا، لأنها من آثار العبادة والطاعة، وهو دليل على عظم شأن الصيام عند الله.

فهذه بعض فضائل الصوم، وتلك هي آثارة، وهي في مجموعها موصلة العبد إلى الغاية التي من أجلها شُرِع الصوم، وهي تحصيل التقوى، لينال رضا الله في الدنيا والآخرة.

منقول

الأربعاء، 11 يونيو 2014

مع الإمام البشير الإبراهيمي (1)

نشر من قبل Unknown  |  in اللغة والأدب العربي  00:15
هذه درر من درر الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - عبارة عن نصائح ووصايا للشباب الجزائري قدمها في أسلوب رائع، ولا أحسبها إلا أنها خرجت من القلب:
الشباب الجزائري كما تمثله لي الخواطر
أتمثله متساميًا إلى معالي الحياة، عربيدَ الشباب في طلبها، طاغيًا عن القيود العائقة دونها، جامحًا عن الأعنَّة الكابحة في ميدانها، متَّقد العزمات، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب، وشهامة الفؤاد، ونشاط الجوارح. أتمثله مقداما على العظائم في غير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلا أو الفكر آخر العمل.
أتمثله واسع الوجود، لا تقف أمامه الحدود، يرى كل عربي أخًا له، أخوة الدم، وكلَّ مسلم أخًا له، أخوة الدين، وكل بشر أخًا له أخوة الإنسانية، ثم يُعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.

أتمثله حلِفَ عمل، لا حليف بطالة، وحلس معمل، لا حلس مقهى، وبطل أعمال، لا ماضغَ أقوال، ومرتاد حقيقة، لا رائد خيال.

أتمثله برًّا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا، مزورًّا عن الحضارة التي (رمتْه بقشورها)، فأرخت أعصابه، وأنَّثت شمائله، وخنَّثت طباعه، وقيَّدته بخيوط الوهم، ومجَّت في نبعه الطاهرِ السموم، وأذهبت منه ما يُذهِب القفص من الأسد من بأس وصولة.

أتمثَّله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع، إقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد والشمع، مقبلا على الارتزاق، إقبال النمل تجدُّ لتجِدَ، وتدَّخر لتَفتَخر، ولا تبالي ما دامت دائبة، أن ترجع مرةً منجِحةً ومرة خائبة

يا شباب الجزائر هكذا كونوا !.... أو لا تكونوا !

أتمثله محمدي الشمائل، غير صخاب و لا عياب، و لا مغتاب ولا سباب، عفا عن محارم الخلق ومحارم الخالق، مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق، أو صرخة في وجه الباطل، متجاوزا عما يكره من إخوانه، لا تنطوي أحناؤه على بغض ولا ضغينة.

أتمثله متقلبا في الطاهرين والطاهرات، ارتضع أفاويق الإصلاح صبيا، وزرت غلائله عليه يافعا، فنبتت في حجره، ونبتت قوادمه في وكره، ورفرفت أجنحته في جوه، لم يمسسه زيغ العقيدة، ولا غشيت عقله سحب الخرافات، بل وجد المنهج واضحا فمشى على سوائه، والأعلام منصوبة، فسار على هداها، واللواء معقودا، فأوى إلى ظله، والطريق معبدا، فخطا آمنا من العثار، فما بلغ مبلغ الرجال إلا وهو صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، مملوء القلب بالخوف منه، خاوى الجوانح من الخوف من المخلوق، قوي الإيمان بالحياة، صحيح النظر في حقائقها، ثابت العزيمة في المزاحمة عليها، ذلق اللسان في المطالبة بها، ناهض الحجة في الخصومة لأجلها، يأبى أن يكون حظه منها الأخس الأوكس، أمن بعقله وفكره أن يضلل في الحياة كما أمن بهما أن يضلل في الدين.

" و في الحياة كما في الدين تضليل "

يا شباب الجزائر! ما قيمة الشباب ؟ وإن رقت أنداؤه، و تجاوبت أصداؤه، وقضيت أوطاره وغلا من بين أطوار العمر مقداره، و تناغت على أفنان الأيام و الليالي أطياره، و تنفست عن مثل روح الربيع أزهاره، وطابت بين انتهاب اللذات واقتطـاف المسرات أصائله وأسحاره. بل ما قيمة الكهولة ؟ وإن استمسك بنيانها، واعتدل ميزانها، وفرت عن التجربة والمراس أسنانها، و وضعت على قواعد الحكمة و الأناة أركانها. بل ما قيمة المشيب؟ وإن جلله الوقار بملاءته، وطوار الاختبار في عباءته، وامتلأت من حكمة الدهور، وغرائب العصور، حقائبه، ووصلت بخيوط الشمس، لا بفتائل
البرس، جماته وذوائبه.

ما قيمة ذلك كله؟ إذا لم تنفق دقائقه في تحصيل علم، و نصر حقيقة، ونشر لغة، ونفع أمة، وخدمة وطن.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا... أو لا تكونوا...

أتمثله مجتمع الأشد على طراوة العود، بعيد المستمر على ميعة الشباب، يحمل ما من خير لأنّ يد الإسلام طبعته على الخير، ولا يحمل ما حمل من شر لأن طبيعة الإسلام تأبى عليه الشر- فتح عينيه على نور الدين، فإذا الدنيا كلها في عينيه نيرة مشرقة، وفتح عقله على حقائق الدين، فإذا الدين والكون دال ومدلول عليه، وإذا هو يفتح بدلالة ذاك
مغالق هذا، و فتح فكره على عظمة الكون فاهتدى بها إلى عظمة المكون، فإذا كل شيء في الكون جليل، لأنه من أثر يد الله، وإذا كل شيء فيه قليل، لأنه خاضع لجلال الله، ومن هذه النقطة يبدأ سمو النفوس السامية وتعاليها، وتهيؤها للسعادة في الكون، والسيادة على الكون.

أتمثله مترقرق البشر إذا حدّث، متهلل الأسِرّة إذا حُدِّث، مقصور اللسان عن اللغو، قصير الخطا عن المحارم، حتى إذا امتدت الأيدي إلى وطنه بالتخون، واستطاعت الألسنة على دينه بالزراية والتنقص، وتهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب والتزوير، وتسابق الغرباء إلى كرائمه باللص والتدمير، ثار وفار، وجاء بالبرق والرعد، والعاصفة والصاعقة، وملأ الدنيا فعالا، وكان منه ما يكون من الليث إذا ديس عرينه، أو وسم بالهون عرنينه.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا! ... أو لا تكونوا

أتمثله حنيفا فيه بقايا جاهلية... يدخرها لميقاتها، ويوزعها على أوقاتها، يرد بها جعل الجاهلين، في زمن تفتقت علومه عن جاهلية ثانية شر من الجاهلية الأولى – وتمخضت عقول أبنائه بوحشية مقتبسة من الغرائز الدنيا للوحش اقتباسا علميا ألبس الإنسان غير لبوسه، ونقله من قيادة الحيوان إلى الانقياد للحيوانية – وأسفرت مدنيته عن جفاف في العقول، وانتكاس في الأذواق، وقوانينه عن نصر للرذيلة وانتهاك للحرمات، وانتهت الحال ببنيه إلى وثنية جديدة في المال وعبادة غالبية للمال، واستعباد لئيم بالمال.

أتمثله كالدينار يروق منظرا، وكالسيف يروع مخبرا، وكالرمح أمدح ما يوصف به أن يقال ذابل، ولكن ذاك ذبول الاهتزاز، وهذا ذبول الاعتزاز- وكالماء يمرؤ فيكون هناء يروى، ويزعق فيكون عنـاء يردى- وكالراية بين الجيشين تتساقط حولها المهج وهي قائمة. أتمثله عفَّ السرائر، عفَّ الظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها، ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقا على أن يتنسم أقذارها.

أتمثله جديدا على الدنيا، يرى من شرطها عليه أن يزيد فيها شيئا جديدا، مستفادا فيها يرى من الوفاء لها أن يكون ذلك الجديد مفيدا.

أتمثله مقدما لدينه قبل وطنه، ولوطنه قبل شخصه، يرى الدين جوهرا، والوطن صدفا، وهو غواص عليهما، يصطادهما معا، ولكنه يعرف الفرق بين القيمتين. فإن أخطأ في التقدير خسر مرتين.

أتمثله واسع الآمال، إلى حد الخيال، ولكنه يزجيها بالأعمال، إلى حد الكمال، فإن شغف بحب وطنه، شغف المشرك بحب وثنه، عذره الناس في التخيل لإذكاء الحب، ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة.

أتمثله مصاولا لخصومه بالحجاج والإقناع، لا باللجاج والإقذاع، مرهبا لأعدائه بالأعمال، لا بالأقوال.

أتمثله بانيا للوطنية على خمس، كما بني الدين قبلها على خمس : السباب آفة الشباب، واليأس مفسد للبأس، والآمال، لا تدرك بغير الأعمال والخيال أوله لذة وآخره خبال، والأوطان، لا تخدم باتباع خطوات الشيطان.

يا شباب الجزائر... هكذا كونوا... أو لا تكونوا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعاء، 4 يونيو 2014

أهمية دراسة التاريخ

نشر من قبل Unknown  |  in التاريخ  22:58

 

لما كان التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه .

ونظراً لأهمية التاريخ في حياة الأمم، فقد لجأ أعداء هذه الأمة - فيما لجؤوا إليه- إلى تاريخ هذه الأمة، لتفريق جمعها، وتشتيت أمرها، وتهوين شأنها، فأدخلوا فيه ما أفسد كثيراً من الحقائق، وقلب كثيراً من الوقائع، وأقاموا تاريخاً يوافق أغراضهم، ويخدم مآربهم، ويحقق ما يصبون إليه.

وهذا المقال سيكون بمثابة مدخل بسيط لهذا الموضوع نقصر القول فيه على بيان أهمية التاريخ في حياة الأمم عموماً وحياة المسلمين خصوصاً فنقول :

1- التاريخ يعين على معرفة المتعاصرين من الناس، ويسهم في تحديد الصواب من الخطأ حال تشابه الأسماء والاشتراك فيها.

2- التاريخ الموثق يُمكِّن من معرفة حقائق الأحداث والوقائع ومدى صدقها ، كما حصل في كتاب أشاعه اليهود أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط فيه الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة معاوية و سعد بن معاذ ، وعند التحقيق والتدقيق يتبين لنا أن معاوية أسلم بعد الفتح، و سعد قد مات يوم بني قريظة، قبل خيبر بسنتين، وبهذا نعلم عدم مصداقية هذا الخبر.

3- التاريخ يعين على معرفة تاريخ الرواة، من جهة وقت الطلب واللقاء، والرحلة في طلب العلم، والاختلاط والتغير، وسنة الوفاة، وحال الراوي من جهة الصدق والعدالة.

4- التاريخ له أهمية في معرفة الناسخ والمنسوخ، إذ عن طريقه، ومن خلاله يعلم الخبر المتقدم من المتأخر.

5- التاريخ تُعرف به الأحداث والوقائع وتاريخ وقوعها، وما صاحبها من تغيرات ومجريات.

6- التاريخ يعين على معرفة حال الأمم والشعوب، من حيث القوة والضعف، والعلم والجهل، والنشاط والركود، ونحو ذلك من صفات الأمم وأحوالها.

7- التاريخ الإسلامي صورة حية للواقع الذي طُبق فيه الإسلام، وبمعرفته نقف على الجوانب المشرقة في تاريخنا فنقتفي أثرها، ونقف أيضاً على الجوانب السلبية فيه فنحاول تجنبها والابتعاد عنها.

8- التاريخ فيه عظات وعبر، وآيات ودلائل، قال تعالى: { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين } (الأنعام:11).

9- التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا.

10- التاريخ فيه شحذ للهمم، وبعث للروح من جديد، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء.

11- التاريخ يبرز القدوات الصالحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وتركت صفحات بيضاء ناصعة، لا تُنسى على مر الأيام والسنين.

12- ومن أهم ما تفيده دراسة التاريخ معرفة أخطاء السابقين، والحذر من المزالق التي تم الوقوع فيها عبر التاريخ، أخذاً بالهدي النبوي فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) متفق عليه.

هذه بعض فوائد دراسة التاريخ ونختمها بهذه المقولة:

أمة بلا تاريخ .. أمة بلا مستقبل

ملاحظة: المقال منقول من موقع إسلام ويب

الثلاثاء، 3 يونيو 2014

اللغة العربية في الجزائر

نشر من قبل Unknown  |  in اللغة العربية  21:27
خير ما نفتتح به هذا القسم مقال الإمام محمد البشير الإبراهيمي حول اللغة العربية:
"عقيلة حرّة ليس لها ضرّة"
اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ولا دخيلة ، بل هي في دارها ، وبين حماتها و أنصارها ، وهي ممتدة الجذور مع الماضي ، مشتدة الأواخي مع الحاضر ، طويلة الأفنان في المستقبل ، ممتدة مع الماضي لأنها دخلت هذا الوطن مع الإسلام على ألسنة الفاتحين ترحل برحيلهم وتقيم بإقامتهم ، فلما أقام الإسلام بهذا الشمال الإفريقي إقامة الأبد وضرب بجرانه فيه أقامت معه العربية لا تريم ولا تبرح ، مادام الإسلام مقيما لا يتزحزح ، ومن ذلك الحين بدأت تتغلغل في النفوس ، وتنساغ في الألسنة واللهوات ، وتنساب بين الشفاه والأفواه ، يزيدها طيبا وعذوبة أن القرآن بها يتلى ، وأن الصلوات بها تبدأ وتختم ، فما مضى عليه جيل أو جيلان حتى اتسعت دائرتها ، وخالطت الحواس والشواعر ، وجاوزت الإبانة عن الدنيا ، فأصبحت لغة دين ودنيا معا ، وجاء دور القلم والتدوين فدونت بها علوم الإسلام وآدابه وفلسفته وروحانيته ، وعرف البربر على طريقها ما لم يكونوا يعرفون ، وسعت إليها حكمة يونان ، تستجديها البيان ، وتستعديها على الزمان ، فأجدت وأعدت ، وطار إلى البربر منها قبس لم تكن لتطيره لغة الرومان ، وزاحمت البربرية على ألسنة البربر فغلبت وبزت ، وسلّطت سحرها على النفوس البربرية فأحالتها عربية ، كل ذلك باختيار لا أثر فيه للجبر ، واقتناع لا يد فيه للقهر ، وديمقراطية لا شبح فيها للاستعمار ، وكذب وفجر من يسمي الفتح الإسلامي استعمارا ، وإنما هو راحة الهم الناصب ورحمة من العذاب الواصب ، وإنصاف للبربر من الجور الروماني البغيض.
من قال إن البربر دخلوا في الإسلام طوعا فقد لزمه القول بأنهم قبلوا العربية عفوا ، لأنهما شيئان متلازمان حقيقة وواقعا ، لا يمكن الفصل بينهما ، ومحاول الفصل بينهما كمحاول الفصل بين الفرقدين .
ومن شهدأن البربرية ما زالت قائمة الذات في بعض الجهات ، فقد شهد للعربية بحسن الجوار ، وشهد للإسلام بالعدل والإحسان ، إذ لو كان الإسلام دين جبرية وتسلط لمحا البربرية في بعض قرن فإن تسامح ففي قرن.
إذا رضي البربري لنفسه الإسلام طوعا بلا إكراه ، ورضي للسانه العربية عفوا بلا استكراه ، فأضيع شيء ما تقول العواذل ، واللغة البربرية إذا تنازلت عن موضعها من ألسنة ذويها للعربية لأنها لسان العلم وآلة المصلحة ، فإن كل ما يزعمه المبطلون بعد ذلك فضول .
إن العربي الفاتح لهذا الوطن جاء بالإسلام ومعه العدل ، وجاء بالعربية ومعها العلم ، فالعدل هو الذي أخضع البربر للعرب ، ولكنه خضوع الأخوة ، لا خضوع القوة ، وتسليم الاحترام ، لا تسليم الاجترام ، والعلم هو الذي طوّع البربرية للعربية ، ولكنه تطويع البهرج للجيدة ، لا طاعة الأمة للسيدة.
لتلك الروحانية في الإسلام ، ولذلك الجمال في اللغة العربية ، أصبح الإسلام في عهد قريب صبغة الوطن التي لا تنصل ولا تحول ، وأصبحت العربية عقيلة حرة ، ليس لها بهذا الوطن ضرّة. الشيخ البشير الإبراهيمي
نشرت في العدد41 من جريدة البصائر ، 28 جوان سنة 1948.

الخميس، 29 مايو 2014

الحلقة الثالثة:

نشر من قبل Unknown  |   21:17
في الحلقة السابقة طرحنا تساؤلا حول المعيار الأصلاح لتحديد مفهوم الهُوية؛ هل هو المعيار السياسي، أم المعيار اللغوي والعرقي أم المعيار الديني أم التاريخي؟
لعل أحسن التعاريف التي تطرقت لتحديد مفهوم الهوية هي التعاريف التي لم تهمل أيا من المعايير السابقة حيث عرفها بعضهم بأنها الذاتية و الخصوصية وهي القيم والمثل والمبادئ التي تشكل الأساس النخاغ للشخصية الفردية أو المجتمع، وأضاف: هوية الفرد هي عقيدته ولغته وثقافته وحضارته وتاريخه.
فالهوية إذا تتشكل بمجموعة من العوامل وليس بعامل واحد غير أن هذه العوامل مرتبطة ببعضها فاللغة العربية يالنسبة للمسلم مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدين لأن القرآن الكريم نزل بها ولا يمكن فهمه إلا بالتمكن منها.
كما أن لتاريخ الشعوب المسلمة علاقة وطيدة بالدين واللغة إذ أن هذه الشعوب كافحت على مر الأزمان للحفاظ على هذين العاملَين ( الدين واللغة).
بالإضافة إلى أن الدين واللغة هما المشكلان لثقافات الشعوب.

الأحد، 25 مايو 2014

الحلقة الثانية

نشر من قبل Unknown  |   18:20


الحلقة الثانية:
قبل الإجابة على مختلف التساؤلات السابقة لابد من تحديد مفهوم كل من الهوية  واللغة:
أولا: مفهوم الهوية:  يختلف مفهوم الهوية من زاوية لأخرى ومن فكر لآخر  فالفلاسفة مثلا ينطلقون في تحديد مفهوم الهوية من الذات فيقولون ذات الإنسان هي هويته، أو هي: كل ما يشكل شخصية الإنسان ويميزه عن غيره من مشاعر وأحاسيس وآراء ومواقف......
ويعرفها إريكسون: يأنها الذات أو الوعي الذاتي ذو الأهمية في الاستمرارية الإيديولوجية الشخصية وفلسفة الحياة التي يمكن أن توجه الفرد وتساعده في الاختيار بين خيارات متعددة وكذا توجيه سلوكه الشخصي وهذا المنطلق في النظر إلى الهوية وتحديدها ب"الذات" أو "الوعي الذاتي" يصعب تطبيقه على الشعوب؛ إذ ليس ثمة جماعة بشرية متجانسة على نحو مطلق، وهذا ما أدى بالكثير من المفكرين بربط الهوية بثقافة الشعوب وانتماءاتها الدينية وأصولها العرقية وكذا لغة تواصلها وحتى الحدود الجغرافية. فهذه الأشياء هي التي تحدد هوية شعبٍ ما عند الكثير من المفكرين.
ويذهب آخرون إلى أن هذه الأمور تؤدي إلى تعدد الهويات داخل المجتمع خاصة مع اختلاف الأصول العرقية أو الديانة فتصبح هناك هوية إسلامية مثلا، وهوية عربية، و...و...
ويذهب فريق ثالث إلى ذوبان الانتماءات العرقية والدينية في الحدود الجغرافية وهذا ما يمكن اعتباره تحديد سياسي لمفهوم الهوية، هوية جزائرية، هوية مصرية ...
يتلخص لدينا إذا أنواع من الهوية:
-        هوية سياسية باعتبار الانتماء للدولة.
-        هوية لغوية باعتبار الأصول العرقية.
-        هوية دينية باعتبار الانتماء الديني.
فما هو المعيار الأصلح لتحديد مفهوم الهوية؟

Blogger Template By: Bloggertheme9